الديمقراطية العمالية
أكدت مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في مداخلتها خلال الجلسة العامة ليوم الثلاثاء 25 ابريل 2023 لمناقشة موضوع الجلسة الشهرية حول "السياسة الاجتماعية الوطنية" بحصور رئيس الحكومة عزيز أخنوش يعتمد أن نجاح السياسة السياحية يعتمد على وجود بيئة اقتصادية قائمة على الحكامة الجيدة ومناخ اجتماعي مستقر، لذلك يتعين على الحكومة الوفاء بتعاقداتها مع الفرقاء الاجتماعيين وترجمة شعار الدولة الاجتماعية.
هذا نص مداخلة المجموعة الكونفدرالية في الجلسة العامة كما تقدم بها المستشار البرلماني لحسن نازهي:
"تعتبر السياحة من أهم القطاعات التي يرتكز عليها الاقتصاد الوطني لما تشكله من مصدر رئيسي لجلب العملة الصعبة ولما توفره من فرص عمل، ويتوفر لدى بلادنا من المقومات السياحية التي تتجلى بصورة خاصة في طبيعتها الخلابة والمتنوعة وموروثها الثقافي العريق بالإضافة إلى معالمها السياحية، إذ من المفروض أن تتبوأ موقعا متقدما ضمن الوجهات السياحية على الصعيد العالمي.
السيد رئيس الحكومة؛
من المؤكد أن جائحة كوفيد 19 قد ساهمت بشكل غير مسبوق في تفاقم المشاكل والصعوبات للقطاع السياحي وترتب عن تداعياتها آثارا وخيمة على الاقتصاد الوطني.
وفي إطار تثمين مؤهلات بلادنا في مجال السياحة تم خلال السنوات الأخيرة، اتخاذ مجموعة من المبادرات لا ترقى للأسف إلى سياسة عمومية منسجمة ومتماسكة لتعزيز دور القطاع السياحي في النهوض بالاقتصاد الوطني وتسريع عجلة التنمية، ويتعلق الأمر بالمخطط الأزرق 2020، وبرنامج رؤية 2020 المتعلق برهان الوزارة الوصية على جعل المغرب من الوجهات الـ 20 الأفضل جاذبية في العالم، بالإضافة إلى إنشاء الهيئة المغربية للاستثمار السياحي.
السيد رئيس الحكومة؛
إن خلال الفترة الأخيرة، عرفت الأنشطة السياحية تستعيد عافيتها تدريجيا إثر رفع العديد من القيود التي فرضتها الجائحة، والإنجاز الكروي للفريق الوطني بمونديال قطر 2022، الذي حقق لبلادنا إشعاعا عالميا، أعطى طفرة قوية للسياحة ببلادنا تفرض على السلطات العمومية استثمارها في تنمية القطاع السياحي عن طريق مراجعة جدرية للسياسة العمومية التي تنهجها في هذا المجال والتي تعتريها عدة اختلالات بنيوية من أبرز تجلياتها:
- غياب الالتقائية والتنسيق بين القطاعات الوزارية المتدخلة في المجال السياحي عند إعداد وتنفيذ استراتيجيات النهوض بالقطاع؛
- ضعف استراتيجية التواصل المعتمدة من قبل الجهات الوصية على القطاع والموسومة خاصة بغياب استراتيجية تسويقية ناجعة؛
- ضعف في اعتماد الرقمنة كآلية أساسية للوصول إلى المنتجات السياحية، وللتواصل والتسويق؛
- ضعف في تكوين وتأهيل الموارد البشرية والذي تفاقم بفعل التفكيك الممنهج لمنظومة التكوين بتحويل مؤسسات التكوين الفندقي والسياحي إلى قطاع التربية الوطنية؛
- غياب استراتيجية للنهوض بالسياحة الداخلية باعتبارها سياحة داعمة ومكملة لأجل تحسين التموقع السياحي للجهات؛ على أن تتلاءم المنتجات مع القدرة الشرائية للسائح المغربي؛
- غياب استراتيجية واضحة المعالم للسياحة المستدامة والمسؤولة، تواكب مضامينها الأولويات المحددة في أهداف التنمية المستدامة؛
- إن الوزارة لا تمتلك تصورا مندمجا بين التنمية السياحية وآلياتها لضمان حقوق الشغيلة وحماية مكتسباتهم.
السيد رئيس الحكومة
يعتمد نجاح السياسة السياحية على وجود بيئة اقتصادية قائمة على الحكامة الجيدة ومناخ اجتماعي مستقر، لذلك يتعين على الحكومة الوفاء بتعاقداتها مع الفرقاء الاجتماعيين وترجمة شعار الدولة الاجتماعية.