إلى أين يسير المغرب ؟
سؤال طرحه و يطرحه كل غيور على مصلحة هذا الوطن، أرضا وإنسانا، خاصة و أن دواعي طرحه كثيرة ومتعددة، بدءا بالسياسة المتبعة، والتي أدت إلى ما نعيشه اليوم من مشاكل اجتماعية ما فتئت تستفحل.
ثاني الدواعي هو استمرار الفساد واستغلال النفوذ والاغتناء اللامشروع، بسبب غياب المراقبة والمحاسبة، مما أدى إلى اتساع الهوة بين فئة قليلة من المحظوظين، وعموم جماهير شعبنا المحرومة من أبسط شروط العيش الكريم.
ثالث الدواعي هو الهوة الكبيرة بين القوانين وتطبيقها، بين الخطاب الرسمي والواقع الذي لا يمت إليه بصلة، بحيث أننا كلما اعتقدنا أننا نسير خطوة إلى الأمام ، نكتشف أننا في أحسن الأحوال نقف مكاننا إن نكن نتأخر خطوات إلى الوراء.
أما رابع الدواعي، وليس آخرها، فهو إهمال الكفاءات التي تزخر بها بلادنا في شتى المجالات العلمية والفكرية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها، وفتح المجال أمام مجموعة من الانتهازيين والمتملقين لكي يعيثوا فسادا في البلاد والعباذ، مع ما يترتب عن ذلك من مآسي وتوثرات اجتماعية نحن جميعا - دولة و مجتمعا - في غنى عنها إذا أخذنا بعين الاعتبار التحديات الكثيرة التي تواجهنا.
أعود و أقول إلى أين يسير المغرب ؟ وأتمنى صادقا أن يدرك المسؤولون ببلادنا خطورة الأوضاع قبل أن تستفحل أكثر مما عليه اليوم، ويصعب معالجتها، ويغيروا الطريق - أسلوبا وخطابا وممارسة، - و ذلك بالاستجابة لتطلعات شعبنا في الحرية و الكرامة و الديمقراطية
