عبدالواحدالحطابي

الديمقراطية العمالية

في ذكرى 20 يونيو 81 المجيدة

عبد الواحد الحطابي

كما دأبت على ذلك منذ تأسيسها، تخلد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، صباح يوم الأحد 30 يونيو 2109 بالملعب المحاذي لمقبرة الشهداء بمدينة الدارالبيضاء، ذكرى انتفاضة 20 يونيو 1981 المجيدة، تحت شعار "حذارِ"، بمحمولة مضامين أبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية، وأسئلة راهن اليوم المرتبطة السياق، بعمق الأزمة الاجتماعية وتداعياتها البنيوية والهيكلية، عموديا وأفقيا، وكذا في ظل حالة الانحباس السياسي وانسداد آفاقه التي كان للدولة فيها الحظ الأوفر في انتاج وإعادة انتاج مشهده المأزوم، سيما بعد مرحلة ما كان يصطلح عليها بـ"مرحلة التناوب"، أو خلال مرحلة "الربيع العربي" بأجندتها المحددة الأهداف والمصالح جيو ـ استراتيجية،  كان لكبار صناع القرار السياسي الدولي في إعداد تركيبتها الكيميائية، دور "السيد"، ولم تحد فيه نتائجها الأولية القائمة على ما اصطلح عليه في قاموس الخارجية الأمريكية بـ"الفوضى الخلاقة"، عن خطوط الطول والعرض المرسومة لها في مطبخ بيت أسياد العالم والمتحكمين في جغرافيته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وضعٌ، لا زالت تداعياته ترخي بظلالها وإن بوتيرة صامتة على ما تبقى من الدول العضو فيما يسمى بـ"جامعة الدول العربية"، وإن لم يتبق منها دون أخذ بالاعتبار بلدان الخليج، باعتبار هذه الأخيرة، محميات أمريكية وغربية، سوى، المغرب، الذي أدخلته سياسة الإسلاميين، مرحلة تنذر بإشعال فتيل غضب احتجاجي بجرعة إضافية، لا أحد يمكنه التنبؤ بنتائج تداعياته، بعد أن وصلت الأوضاع الاجتماعية والمجالية والخدماتية (تعليم، صحة، شغل، نقل ...)  ببلادنا منذ تولي الإسلاميين مسؤولية تدبير الشأن العام سنة 2012 (حكومة عبد الإله بنكيران) إلى اليوم (2019) وستستمر إلى نهاية الطبعة الجديدة للحكومة (سعد الدين العثماني)، المترتب في نتائجه (الوضع) عن التنفيذ الحرفي للحكومة لإملاءات وشروط صندوق النقد الدولي، التي أدخلت المغرب، بداية ثمانينيات القرن الماضي، سياسة التقويم الهيكلي، وكانت العنصر الحاسم في فشل ما يسمى بـ"النموذج التنموي المغربي".

الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي كان من المفترض أن تحتفي بهذه الذكرى المحفورة في ذاكرة الخيال الشعبي المغربي، بفظاعتها ووحشيتها، يوم الأحد 23 يونيو 2019، اقتضى الأمر من قيادتها التنفيذية لتزامن التوقيت، مع المسيرة الوطنية الاحتجاجية التضامنية مع القضية الفلسطينية، اعتبارا للتطورات المتسارعة في أحداثها بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب، "تنزيل" بتأييد من قبل عدد من الحكام العرب، مبادرته القائمة خطتها التي باتت معروفة بـ"صفقة القرن"، على تصفية القضية الفلسطينية. ويقوم بتنفيذ سيناريوهاتها عرّاب الاحتلال الصهيوني، مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير، وشكلت في هذا الإطار، ما يسمى "ورشة المنامة / العار"، بالبحرين، التي قاطعت أشغالها السلطة الفلسطينية، وحضرتها وسط احتجاج الشارع العربي، عدد من الأنظمة العربية.

سياق الأحداث وتواترها، اقتضى من قيادة المركزية النقابية، التي تعتبر منذ تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في 26 نونبر 1979 بالدارالبيضاء، القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وديمقراطية عاصمتها القدس، قضية كل الكونفدراليات والكونفدراليين، ومعهما الطبقة العاملة والشعب المغربي، (اقتضى الرأي) المشاركة في مسيرة الشعب المغربي التضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد صفقة العار وورشة الخيانة بالبحرين، التي انخرط في فعالياتها كل أبناء الشعب المغربي، التي تم تنظيمها يوم الأحد 23 يونيو الجاري بمدينة الرباط، وتأجيل، الاحتفاء بانتفاضة 20 يونيو العمالية والشعبية ضد ارتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة، والانتهاك الصارخ للحقوق الاجتماعية للشغيلة المغربية إلى يوم الأحد 30 يونيو 2019.

سنحاول في هذه المتابعة، تقريب القارئ من انتفاضة 20 يونيو المجيدة، بما خلفته من جرائم إنسانية في حق أبناء الشعب المغربي بمدينة الدارالبيضاء، ومعهم عموم الأجراء والموظفين والمسؤولين النقابيين بمدينة الدارالبيضاء التي كانت مسرحا لأحداثها الدامية، والاعتقالات الجماعية والمحاكمات الصورية، والدفن الجماعي، وفي مقدمة ضحايا المحاكمات والاعتقال، قيادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وعلى رأسها الزعيم التاريخي، للحركة النقابية المغربية، وأحد رموزها الكونية، نوبير الأموي.

تعليقكم على الموضوع

عنوانكم الإلكتروني يحتفظ به ولاينشر *

*

x

آخر مواضيع

Test 2
Test 2
Test 2
Test 2
Test 2
Test 2
Test 2
Test 2
Test 2
Test 2
Test 2
Test 2